قُمْ يا أَبِي
المَغُولُ على الأبْواب
وأنا لا قُدرةَ لي على حَمْلِ قَبْرِكَ والفرارِ بهِ
ولا قَلْبي يُطيعُني
أنْ أتركَهُ لعبثِهمْ وشَيطانِ انتقامِهمْ
سيخْرِجُ هولاكو عِظامَك
ويُقاضيكَ بتهمتكَ الأُولى قبلِ ألفِ عامٍ
التي حَكَمَتْكَ بالإعْدامِ
باعتبارِكَ المُرَوّجِ الأوّلِ للعالميةِ
غريباً تُهتَ بمَجاهيلِ أدْغالِ أفريقيا
وحين عُدتَ بعدَ عُمرٍ
حَملتَ معكَ حُلمَكَ بذوراً
مراهناً على نُموّها في مناخِنا الآسيويّ
وها قد خسرْتَ الرّهانَ
ليسَ لأنّ البذورَ لمْ تنمُ
بل لأنّ الأشجارَ السامقةَ
قُطعتْ بفؤوسِ أحفادِ جنكيز خان
قمْ يا بنيّ
نفرُّ بدينِ محبّتنا
نحملُ بذورَ طيبتنا
إلى حيثُ ينمو الإنسان