وأنت راجعٌ آخرَ النهارِ
لبيتكَ الذي على كتفِ الجبلِ
انسلّتْ منك حيويتكَ.. خيطاً خيطاً
وتناسلَ التعبُ فيكَ كوحيدِ خليّةٍ
عرّجْ قليلاً عندنا
أعددتُ متّكأً لكَ من عشبِ الحقولِ
و وسادةً طريّةً خبّأتها لنومكَ الهنيّ
و شرابَ وردٍ
خلطتهُ سرّاً بزهراتِ الخزامى
حتى إذا ما أثقلَ النعاسُ أهدابكَ
تسلّلتُ من خدرِ أمّي على رؤوسِ أصابعي
وطبعتُ على جبينكَ النورِ قبلةً
و ككلّ يومٍ
ستتساءلُ عن سرّ نعاسكَ عندنا
وتعاودُ العروجَ لمستراحكَ ههنا
لترويَ لي
أنا البنتُ التي لا زلتَ تراها طفلةً
تتعثرُ بأطرافِ ثوبِها المكشكشِ
وتزمّ أهدابَها الشقراءَ بوجهِ الشمسِ
عن حوريةٍ تجيئُكَ في الحلمِ
تمسحُ بقبلةٍ عن جبينكَ الهمَّ
فأضحكُ في سرّي ..
كما يضحكُ الأطفالُ إثر نجاح خطّةٍ مدَبّرة
ثم بحبٍّ أبتسم