حلمٌ خديج
الحقُّ عليكِ
أنتِ التي قلتِ بلهفةٍ حارقةٍ:
أنتظرُ أحفاداً يغيّرون سيرةَ الأجداد.. والمفاخرةُ عندهم عملةٌ صدئةٌ باطلة
أنتظرُ قطاراً يأتي من غيرِ ما جهةٍ.. حيثُ لا سكّةٌ ولا محطّة
فيمضي بنا بلا هوّيةٍ أو قوميةٍ أو مذهبيةٍ إلى حيث لا حدود
أنتظر زواجاً مثلياً تقرّ به السماءُ قبل الأرض
وفقَ شريعةِ الهرمونِ أو ما تحبّ أن تكون
ولو خالف الشرعَ لا القانون
فالمثليّة موجودةٌ في كتابِ الخلقِ.. ولو عافها المتديّنون
أنتظر ملكاً بغيرِ عرشٍ وصولجان
ورئيساً كما انقلابِ الفصولِ يحولُ ويزولُ
إن مشى بين الشعب لم يُعرف
وقد يُشتم ولا لسانٌ له يسوطُ من جهلَ مقامه
أنتظر أن يلدَ رحمي مريماتٍ ومريماتي "يساسيعَ" أو "يعاسيب" صلبانهم أشجارُ حياة
أنتظرُ أن تنطفئَ عيناي فتصبحُ يدُ حفيدتي خطايَ
"وتتزهمرُ" ذاكرتي فألمسُ وجهَ ابنتي بحنوّ قائلةً: "كأنني أعرفك"
أنتظر سجوناً تتحوّل لقاعاتٍ مضيئةٍ مهوّاةٍ
تعيدُ تأهيلَ المجرمِ ليستعيدَ إنسانيتهُ ..
فيعتذر بسلوكهِ القويمِ عن شرّ تربّى معه في سراديبِ العتم.. فتخمدُ رغبةُ الانتقام
أنتظر شاعراً نبيّاً يغيّرُ بدستورهِ وجهَ العالم
لم يكُ حبرُهُ نفطاً ولا أوراقُهُ دولاراً
وفناناً لا يرسمُ خريطةَ الطريق
فالطرق .. بعددِ أنفاس الخلقِ
أنتظر أن تتحوّلَ الأموالُ المحروقةُ في صناعةِ السلاحِ وبيعهِ
لسباقٍ حضاريّ علميّ يرقى بالإنسان
و تنشئةِ أجيالٍ وعيُها يسابقُ عصرَها .. لكنه لا يشوّهُ طفولتها
أنتظرُ ألا أنتظر
الحقّ عليكِ
الانتظارُ حلمُ السذّجِ أمثالك
حلمٌ خديجٌ .. وأينها الحاضنة؟!
فاستيقظي
الأرض تلفظُ أنفاسها.. وانتظارك