ظلال أنثوية
"أميرة"
لم يعد لديّ ما يطمع به لصّ متسلّل تحت جنح الليل إلى وكري.. فما هذه الأصوات؟!
شبابي ولّى ولم يبق مني الا ذؤابة شمعة تنتظر نفخة لتنطفئ..
أنا التي كنت بجمالي حديث المدينة بأثرها والكل يحلم أن يلامس حتى طرف ثوبي..
أتهادى بحذائي العالي فتنفلت الآهات و تفضح العيون نظرة الجوع لأميرة لا تطال.
أموالي وممتلكاتي نقلتها بلحظة ضعف لمن تعهدوا رعايتي وأقسموا على احترام كبرتي كي لا يدوخوا في الدوائر الرسمية بمعاملة حصر الإرث..
ومن يومها انطووا في ملف كماض غابر .
كان في نيّتي أن أهبها لدار عجزة أضمن فيها خدمتي في أرزل عمري فاستهجنوا قلة ثقتي وقالوا أمومتي ناقصة فضعفت وبصمت.
حتى ذاكرتي فارغة.. من ذا يطمع لاستلاب ذاكرة مثقوبة لا تذكر حتى موعد دوائها.. ليحيلها فيلما سينمائيا او كتابا رائجا.
الصوت يقترب ويقترب بخطاه الوئيدة و شبح أسود يكتم على نفسي..
عرفته.. ملك الموت.. جاء يستعيد أمانته.. فدفعته عني بقوة وصرخت..
لأجدني وسط وجوه أليفة تحضنني دامعة العيون هامسة
هوّني عليك يا أماه.. وساعدينا على هذا الزهايمر اللعين والخيالات المريضة.. وتذكري أنك كنت وستبقين في قلوبنا الأميرة.. يا أعز الناس.