هو كانَ نحّاتاً
و أنا الشقيّةُ التي قادها العشقُ معصوبةَ العينينِ لتتصنّمَ حبيسةَ الأنفاسِ في عالمهِ الحجريّ
أتساءل : هل كان يرى حقاً اشتعالي غيرةً وهو يرمقني بحبّ من حين لآخر بعينين أثقلهما بياضُ الغبار
هل رأى كم أغارُ من كلّ حجرٍ أو صخرةٍ انتقاها بعناية وبحسّ الخلق فيه وحدس النبوءة فيما ستكون عليه بعد نفخ الروح فيها
هل أحسّ بشعاعاتِ عيني على أناملهِ التي اخشوشنتْ وكيف كنت أعانقها في سرّي و أقدّسها كآيةٍ من نور
ثمّ
يوم قال لي "كوني صخرةً بينَ يديّ أنحتك كيفما أشاء
وسأضمنُ لك الخلود"
لم أستطع إلا أن أكونَ "أنا"
إزميله في محاولةِ نحتي أعلن لأول مرة عجزَه
و قلبي الذي انساب بعيداً كجدول ماء خسرَه والخلودَ معاً
وبقي الماءُ غيرةً يستعر.