بريد الليل
#هدى_بركات
ربما يكون الفضول ما دفعني لتحميل كتاب بريد الليل لهدى بركات.. فضول ان أحكم هل حقاً هذه الرواية لا تستحق أن تفوز بجائزة البوكر وأن هناك محسوبيات للفوز بعيداً عن القيمة الأدبية.. كما تعالى اللغط هنا و هناك.
الحقيقة أنا قليلاً ما أقرأ روايات عربية التي غالباً ما تقع بأحد الفخّين.. فخّ التوصيف المملّ الذي يأتي فيه الحدث كمرتبة لاحقة .. أو فخّ التكرار والافتقار لفكرة مبتكرة تخدمها اللغة ولا تتفوق عليها لشدّ الانتباه.
أنهيت الرواية بجلسة ليلية مشدودة إليها بكل حواسي.. فالرواية قصيرة ضمتها 129 ورقة.
أحب الروايات القصيرة.. فالطويلة غالبا أتركها في المنتصف على أمل العودة إليها ثم لا أفعل.. خاصة بعد أن صارت طريقة القراءة عبر شاشة صماء لا رائحة ولا ملمس الورق فيها.
تمنيت لو أني من كتب حقاً
أحببت هدى بركات وفوراً حمّلت رواياتها المترجمة لعدة لغات في العالم.
ربما ما أعجبني بها معرفتها بدهاليز النفس الخفيّة .. كمعرفتها بمسالك الحياة وتجربتها وثقافتها العالية.
ثم جرأتها المحترمة التي تخدم ولا تستعرض سواء بالتعابير الجنسية القليلة او بمناهضتها لانتهاك الإنسانية ..
ثم قدرتها أن تكتب ما يمنعني الخوف من قوله.. وأن المجرم ضحية ومن يأبه للأسباب أمام سواد النتيجة في عالم الأحكام والقطعية.
كنت أخشى أنني سأقرأ رواية من أدب الرسائل المملّ .. فوجدتني أنتقل من رسالة لأخرى بنهم..
وكعادتي هناك قراءة أولية مستعجلة للقبض على المعنى
ثم رواية متأنية تشرب المفردات كفنجان قهوة على مهل.
بكل حال ربما علي أن يدفعني الفضول أيضاً لقراءة الروايات المنافسة لبريد الليل فلعل رؤيتي للحياة هي من انتصرت للرواية.
قراءة ممتعة لأدب ينتصر للحقيقة دون خوف و محسوبيات