6
لم أختر اسمي و تاريخ ميلادي و وطني ولا أهلي ..
كذلك لم أختر أن أكون كاتبة.
أذكر أني انقطعت أكثر من عشر سنوات عن القراءة والكتابة لانشغالي بتربية اطفالي ثم كأن هذه الفترة اقتطعت من حياتي و عدت من وحي صوفيّتي أنظم الشعر السماويّ و قصائد العشق الإلهي.. و كأن للشعر جينات على ضفيرتي الوراثية.
من يومها و جيوبي مثقوبة تهرهر منها الكلمات.
أفتح الثلاجة فتقفز قصيدة بدل حبة البندورة..
أطبخ.. فيكون للرز طعم البحر الخفيف..
أزور صديقتي فتداعبني "حاج تستشعري علينا"
أطالب بحقوقي فلا يعيرون اهتماماً لشاعرة دفاعها رصف حروف.
أصعد السماء ثم أهبط على حبال الكلام.. فكأني لا صعدت ولا هبطت.
أشنق نفسي كل مساء بسلسلة من زبد الشعور..
ثم أفتح نوافذي صباحاً بيد الشعر الأقوى و الأبهى ..
أصلبني على كلمة و أعلن قيامتي على كلمة.. و ألبسني و أعرّيني و أُحبني و أكرهني و أكتبكم و أمحوكم لكتابة جديدة.. وكل حيلتي الكلمة.
حين رحيلي
هيّأت لي قصيدة بنفسجية ككفن.. تليق بمن عاشت ككلمة و رحلت ككلمة..
لإنه كما قال الآب.. في البدء كانت الكلمة.
يتبع....