2
لم تشتهر روايتي "دعوا الله يعمل" .. إلا بعد قرون من كتابتها.
ورغم أني كتبتها الكترونيا و حفظتها كملف مضغوط إلا أنها كانت تُقرأ و تتناقل كذبذبات في ذلك المستقبل البعيد.. أما الدهشة وقتئذٍ فمن استشفاف كاتب قبل قرون ليتنبأ بما سيكون.
مستقبل لم يختلف فيه اثنان حول كلمة الله فقد أجمعوا على أنه طاقة الخير الكونية الخلاقة التي لها مساقط نور في الإنسان فتعمل من خلاله.. لإعمار الأرض التي دمرتها الأفكار في يوم بعيد من تاريخ الأرض الأسود.
أذكر حين كتبتها ان القوم كانوا مشغولين عني بإقامة أصنام لله أو هدمها..
وما كان كلا الفريقين ليصغي إلا إلى منظومة أفكاره التي خلقت له أرضية ثابتة يستند عليها.
الفريق الثاني لم يكن أفضل حالأ من الفريق الأول.. فهو أيضاً وقع بالمطب الأكبر حين ظن نفسه قد تحرر.. بينما كل همه نفي وجود الله وخرافة الدين.
لا.. لم يدع الله يعمل
لأن هذه العبارة حمل و رضاعة وتربية وسلوك ومنهج
و بينما يرى بها الفريق الأول تسليم ورضاً حيث الله هو الفاعل و هو عبد سواء جمعت الكلمة على أنها عباد أو عبيد..
فإن الفريق الثاني كان يصر على أن تكون عيونه على الفريق الأول استهجانا و استنكارا فكان أكثر عبودية.. وهو يضع مناهجا وخططا و طرقا للنجاح.. فوقع في مطب كان قد انكره و حذّر منه.
دعوا الله يعمل
تربية ترقينا كأناس بأبواب مفتوحة ونوافذ مشرعة منذ نعومة أظفارنا.. عيونها على خطاها لا على سماء زرعتها وحصدتها الحكايات و تكاثرت بالتقادم.
دعوا الله يعمل
إنسان أفلس من الغيبيات و معرفة سر وجودنا هنا.. هل هو لغاية ام بالصدفة الولودة.
دعوا الله يعمل
أطفال الحياة الذين لا تُحشى رؤوسهم بالوعد والوعيد بل يتلمسون كم هم عظماء وخلاقون اذا اشتغلوا على مكامن القوّة البنّاءة و استنهضوها.
أذكر أيضا ان أحدهم سخر مني يومها قائلا : وامريكا والقوى العظمى ألم تكن موجودة؟؟!!!
ربما فاته أني أتحدث عن إفلاس البشرية ودمار شامل للأرض..
و زمن قادم استفاد فيه الإنسان من كوارث صنيعة يديه..
زمن لا ينتفي فيه الشرّ.. لكنه يتربّى ويتهذّب للحدّ من استشرائه كوباء ويكون القانون له بالمرصاد.
دعوا الله يعمل
مجرد ملفّ مضغوط.. في ذاكرتي النسّاءة.. فدعوه مهملاً لأنه خُلق لزمن غير زمنكم.
يتبع....