الليلة أيضاً
أنبشُ القبور
بأيدي الشغف
مجلسي يعجّ بالراحلين.. يقرؤون الشعر.. يرقصون السامبا.. يتحاورون حول لوحة.. و يتغامزون حول حبّ خلّدهم.
العدمي سيوران يصفّر لحناً وجودياً عذباً..
و داليدا تتلوّى سكرانة بالوجد وتميل على خوليو في نشوة التصوّف.
الأديبات المنتحرات أعذب الحضور .. شعورهن كالحرير.. حنونات.. صافيات كالبلور.. يكملن ما تركنه عالقاً من شعر في برزخ العبور..
سافو لم تزل تنشد على قيثارتها :
"إذا مررتم بقبري
لا تقولوا شاعرة ميتة
بل قولوا كلمة خالدة"
فينظر طاغور بعينيها طويلاً و يغني :
"كلمة واحدة احفظها لي في صمتك أيها العالم.. لقد أحببت".
مع الفجر.. ينفضّ المجلس ويذهب الحواريون لمستراحهم الأبدي.. بينما تهدهدني خيالاتهم كي أنام.