الحنينُ الذي ربّيته كزغبٍ القطا
سريعاً صارَ له ظفرٌ و ناب.
ما كان ظنّك إذ دقّ بابك سائلا خبزاً و ماءً
أن يصبحَ السيّدَ المستبدّ.. وكلّ ما فيك له نهبُ.
الحنينُ الأخضرُ اليانعُ، سيحرق محاصيلك و أغمار بيادرك، ثم يتركك على قارعة الحبّ تستجدي كسرة لقاء.
فما تزيده اللقيا إلا اضطراما و اصطلاء.
الحنينُ الذي تغنيت بأسمائه الحسنى، لا تقطع بأنك لن تكفر بأسماء جلاله وقد جعل سريرك وقد وعمرك فقد ووجودك وجد.
الحنين الذي حننت عليه طفلا .. أواه عليك من نكرانه النعمة لما اشتدّ عوده.
الحنين الذي ابتدا ب "شاهد أولاً" .. ثم أحكم وثاقه عليك فضغطت زر " إلغاء المتابعة " .. ولما اختنقت صرخت بذات الشغف : "أكرهك" .. و انت تحذفه من حياتك.. لتتسلل كل ليلة على رؤوس أصابعك و تتابعه مجهشا في البكاء.. من مدار آخر.
تبّاً للحنين.. يجعل القلب كلباً إن تغادره يلهث و أن توافيه يلهث أكثر.. ولا يموت إلا على دين الوفاء.