في كلّ مرّةٍ و عقبَ كلّ فحصٍ سريريّ كان التشخيصُ يشيرُ إلى حالتهِ المرضيةِ على أنها " نقصُ مناعةٍ ".
هكذا و كطريقةٍ للعلاجِ ، بدأ الأطباءُ يتفننون في وصفِ الجرعاتِ الشافيةِ الجاهزةِ من " الخبرةِ " بأشكالها المختلفةِ ، و كان كلُّ طبيبٍ يزيدُ الطينُ بلّةً ، فقد راح وضعه يتردّى من سيءٍ لأسوأ بحيث يزدادُ رأسه ثقلاً أمام هزالِ ساقيه و انحسارِ الرؤيةِ.
ربما كان من الأفضلِ استدراكُ الأمرِ منذ الطفولة ، و الإصغاءُ لتلك الحكيمةِ التي لطالما قالت أن الخبرةَ مناعةٌ تكتسب خطوةً خطوةً ، وليست دماً يُنقلُ من شخصٍ لآخرَ بفحصِ الزمر .
و أن قفزةً بهلوانيةً واحدةً كفيلةٌ بقصمِ الظهر.
بالأمسِ رأيته يمشي وحده على مهله في ضيقِ ذاك المعبر