اللا دموية
لن ترتاحَ حتّى تتخلصَ من دمك.
ليس بمعنى أن يخلّصوك منه تحت أسماء إنسانية برّاقة كالشهادة والفداء و التضحية.
أو تحت أسماء تنصب العدالة
لأنك المجرم المارق الزنديق ..
لأنه في النهاية دمك أنت.. و أنت حرّ به.
أما لماذا تقترن راحتك باللا دموية؟!
فلأنت حالما تتخلص منه.. لن يعود ساحة صراع بين كرياتك البيض كدفاع و الجراثيم و الفيروسات كهجوم.. حيث النصر للأقوى.. لتبدأ حملة التنظيف التي تودي بهم لمقبرة الطحال.. فكأنك "يا ابو زيد ما غزيت" كما يقول المثل الشعبي الحكيم.
و تريحه من أن يكون حمّالاً صاعداً هابطاً همّه أن يؤمن حاجاتك ويخلصك من بقاياك.
أن تتخلص من دمك.. يعني أن تكفّ هرموناتك عن البهلوانية و اللعب على حبال نبضك وخاصة إن كنت امرأة.. حيث تخرج كثيراً عن الكونترول و السيطرة.. وهيهات أن يجد لك المتضرر منها عذراً.. كأن تقول له قتلتك بسبب الادرينالين الذي أفلت من قمقمه وما كان بنيتي قتلك.
او اغتصبتك لما فاض هرمون التوستوستيرون فوق سدّ الكبت.
هكذا بلا دم أنت جميل و ساكن
لا تحب اليوم وتكره غدا
لا تتضرج خجلاً أو خوفاً
لا تتخثر و تتعثر معرقلا او موقفا الحياة.
حينها ستنظر من علاك لهذه المضخة المعطلة التي يدعونها القلب والتي حظيت بمجد أرضي باطل فقد كانت مجرد دينمو لدمك لا أكثر.. فيما الكلّ يعتبرها مركز الحب.
لحظة.. قبل ان نغلق هذا الهراء
الذي لن يفهمه إلا من كانوا بحجومهم الطبيعية بدون هزال او نفخ..
أقول لحظة.. ولا تخلط الاوراق
إياك و أنت ما زلت محتفظاً بدمك.. أن تكون في المواقف الإنسانية بلا دم.