أوراق سافرة
كيف لمن تزكو في قلبه شعلة الحياة أن يكون قنوعاً..
وكيف للشغوف بكل صور الجمال أن لا يغار..
ما رأى يوماً قصيدة أو لوحة جميلة..
إلا و تمنى أن يكون من أبدعها..
ولا سمع عن بلاد خلابة إلا تمنى لو ينبت زغب جناحيه ليطير إليها..
ولا تناهى إليه سبق علمي إلا واستبسل ليتقنه أو يقتنيه..
لا تطلبوا من عاشق الجمال أن يرضى بما "قسم" له..
ففي ضمير غيب هذا العاشق وباطن نواياه ..هو مبدع وعالم .. شاعر ملحن راقص وحتى شيف لأطيب طعام..
الأبواب المفتوحة منذ الطفولة و اعتبار علم الجمال مادة اساسية في التدريس .. و دعمه ماديا ليس ترفاً أمام باقي الاحتياجات..
فاعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً .. هي تعني في وجه من وجوهها مارس عشقك للجمال كأنه عبادة..
واغتنم شبابك قبل هرمك .. تعني أن تتفجر طاقتك بكل أفق خلاق.
الطاقة التي تهدر في الشهوة لا تعوض ..
اما الحبّ .... بكل تجلياته
فسيؤجل هرمك سنيناً
فلا تكن زاهداً في الدنيا .. الزهد في الدنيا قصقصة لأجنحتك .. وحبسك في صندوق سيقال لك فيما بعد أنك من اخترته..
وحين تتلمس قلبك وترى ولعه انطفأ .. انفخ في رماده ولو بتطلّع لطفل يتفتح كبرعم في مساكب الغد.