أوراق سافرة 2018
لن أحترف
أعترفُ أنّي لن أحترفَ.
لن أحترفَ أمراً مهما أحببته و تعلقتُ به.
و سأبقى الهاويةَ التي تتنازعها الأهواءُ من حالٍ لحال.
لن أحترفَ الشعرَ.. فيسوسني بدلَ أن أقوده من نواصيه لمبتغاي، و يقولبني بدل أن أعتقه من ما ينبغي ولزوم ما يلزم، من قواعد و بحور واستعارات و صور.
لن أحترفَ الانتظارَ.. فتنبتُ في قدميّ مساميرُ الصلبِ ، و تكفّ ذراعاي عن أن ينبتَ الريشُ عليهما، رغم أني أمضي للآتي هرولةً و يأتيني على مهله.
لن أحترفَ اليقينَ.. فتنطفئُ دهشةَ الاكتشاف في عين قلبي، و أفقدُ متعةَ تقليبِ وجوه أي مسألة، لأرى لذات السؤال إجاباتٍ بعددِ أنفاسِ الخلق.
لن أحترفَ حتى الحبّ، فيفضّ الاعتيادُ بكورةَ اللهفة الأولى، و تُبهتُ شدةُ القرب توهجَ ألوان الحياة، و تخبو جذوةُ الرغبة بزفرات الواجبات، و تستسلم النفس للعاديّ و تكفّ عن الابتكار.
في اللحظة التي أوشك فيها على إتقان لحن أمر ، أغادره بنشازٍ و انفلات عُرب، لتبقى الحياة هوايتي الأبقى.