قصة قصيرة
كان مغرماً بالكلمات المتقاطعة، وكانت تميل للكلمة الضائعة، منذ كانا مدرّسين في قرية نائية قبل عشرين عاماً.
وقد بقيا وفيين بعد الزواج لهذه العادة.. التي ظلت استراحة المحارب لهما.
الحقيقة أنه كان بأعماقه يستخفّ بقدراتها الثقافية التي تعجزها عن حل الشبكة فتؤثر التسلّي بوصل الكلمات. رغم أنه ما من مرة الا و استعان بها لغوياً لإيجاد كلمة مرادفة أو مضادّة أو حتى لاستذكار حروف الجر.. باعتبارها مدرسة للأدب العربيّ.
وهي كانت ترى استخفافه و تتصرف بلا مبالاة واستخفاف أكبر.. و تكيد له كيداً.
اتفقا يوماً بناء على رغبتها.. على تبادل الأدوار ووضعا زمناً موقوتاً للحل.
حدّث نفسه.. هههه الكلمة الضائعة.. لن أحتاج لأكثر من دقائق لإيجادها.
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة.
تداخلت الحروف ببعضها وبدت اللعبة الصغيرة مساحة شاسعة لا تنتهي.. و بدأ يتعرّق ويشتم مواصلاً استخفافه بهكذا لعبة نسائية سخيفة.
بينما راحت تحلّ الكلمات المتقاطعة بصبر و رويّة مستذكرة كل ما كانت تقرأه قبل الزواج و أعباء الحمل والولادة والتربية.
يحكى أن الرِهاب بعدها.. أضاف مصطلحاً جديداً في لاوعي صاحبنا.. اسمه الرهاب من النساء و كلماتهن الضائعة.