توصّلَ طبيبٌ عبقريٌّ لتركيبِ مصلٍ للشعور، في الوقتِ الذي كادتِ البشريةُ تفلسُ تماماً و تناشدُ الغابَ أن يهبها بعضَ إحساسه.
نعم، هكذا فجأةً بدأتْ دموعُ الرحمةِ تنهمرُ بالمجّان، و فشى التعاطفُ بينَ الناسِ ، كأكملِ تجسيدٍ للرسالاتِ السماويّة، و توّج الطبيبُ على أنه المهديّ المنتظر، دونَ النظرِ لدينه أو جنسيته.
لقد بدا الأمرُ كالحلمِ الجميلِ، الذي سرعان ما تحوّلَ لكابوسٍ فظيعٍ.
فالمصلُ بطبيعةِ الحالِ لم يكن يشبه اللقاحَ بديمومته .. وسرعانَ ما ظهرتْ علاماتٌ رجعيةٌ عنيفةٌ مع انتهاءِ فعاليته، والتي هاجت بدايةً لتدينَ الطبيب و تحكمَ عليه بالموت، فيما عيونُ المنكسرة قلوبهم تشهدُ دامعةً آخرَ فصولِ الكوميديا السوداء.