9- ولادة

 

 

 

 

أنا لا أقصف عمر وسادتي بهذا الفصل التاسع او الشهر التاسع كما تحسبون..  و لأني وليّة أمرها أنهي حياتها كما تتخيلون.

لكني بعد أن طلع الصباح علي  ولم أنم  شعرت بآلام مخاض ردّتني ثلاثين عام  للوراء ووجدتني أطلق سراح سباياي كأن الفاعل آخر ليس أنا. 

فتقت الوسادة ومددت يدي لأطلقهن حرائراً كما أتين للدنيا

فلم أقبض إلا على الريش.

زغب يتطاير و أرياش من كلّ الأحجام ملأت سريري ثم غرفتي فبيتي فبيوت الجيران فالمدينة بأسرها. 

لكني لم أجد لحيواتي في وسادتي أي أثر. 

أصابني الهلع حين تذكرت قول أبي أن قبور الأولياء فارغة.. ووسادتي كانت قبر تجلّياتي.

ووجدتني ألوذ كجنين بحضن خرافة عمري : أولياء الله لا يطّلع علي ولادتهم ولا على موتهم أحد. 

أعدت القطن بهدوء لوسادتي و نهضت من سريري أسند فقرات ظهري المنقرصة بباطن كفي.. و أستعين بالزهايمر على سنين ما بعد الستين. 

 

تمّت..  حتى ولادة جديدة من محاق.

 

View thana-darwish's Full Portfolio