8
قلت لنفسي و الفجر يشهد قسمي و سقمي :
بعد اليوم لن أقرأ.. القراءة تحرّض الكتابة.
بعد اليوم سأمحو الحبّ بممحاة النسيان.. فالحبّ أقوى أسباب الكتابة.
بعد اليوم لن يزعجني خذلان او تفرحني الألوان أو أتعاطف مع ظلم الإنسان.
بعد اليوم سيجد شياطين الشعر ضحيّة غيري ، فالأرض لا تخلو من السذّج من أهل الإدمان و التدوين.
سأحيا ما بقي لي من عمر في صمت الشاهد المحايد.
سأستبدل هذه الوسادة بوسادة أخرى رغم صعوبة هذا الأمر.. وأنام قريرة العين.
ليست المرة الأولى التي أقسم بها على الهجران ليلاً ، ثم تشرق الشمس فأنسى أَيْماني و حلفاني
وكل مرّة أدّعي أن هذه المرّة لن أحنث بالقسم و سترون يا كلّ سكّان رأسي الثرثارين.
حسناً.. ماذا ستفعلين بدل الكتابة.. فحواسك كلها تتآمر ضدّك و تبتكر من كل إحساس فكرة تختار لها قالباً لتولد نثراً أو شعراً او مقالاً أو قصة......
سأفتح حانوتاً يعتاش منه الخلق
الفمّ الثرثار لا يحيا دون وقود .. و بيع الطعام أشرف من توزيع الكلام الفارغ بالمجّان.
حانوت؟!؟!
تئنّ مفاصل ظهري سلفاً.. وتعترض أنوثتي بألف لافتة استنكار .. و تنهض سنواتي الكثيرة في وجهي.. و تختال في ترف شاعريتي.. و تسخر مني شهادتي الجامعية الصفراء المركونة في خزانتي منذ سنين الشباب.
لكني أصمّ الأذن عنها جميعاً
و أعاود التقلّب على وسادتي وأنا أتململ :
متى سيطلع الصباح ؟!
يتبع.....