"2"
قضيت وقتاً أخيط الوسادة على ما استودعته فيها..
حدّثت نفسي فيما طفت ابتسامة أغمض من ابتسامة الجوكندا على صفحة وجهي :
هكذا.. حتى الجنّ الأزرق لن يهتدي لأدبياتي.. و إن خطر للصّ فتق وسادتي سيصاب بالخيبة، حين لن يجد ذهباً ولا فضةً فيها .. بل يراعات تضيء و تنطفئ في عتمة الليل، لا تشبع نهمه للنجوم.. فنادق سبعة نجوم.. مطاعم ألف نجمة.. نساء مليون و أكثر.
و كانت ليلة ليلاء لا أنساها..
ما أن وضعت رأسي لأنام على وسادتي صنيعة يدي و عقلي، حتى أحسست بضجيج الأكوان برأسي.
ما أكذبهم.. و ما أكبر غفلتي حين صدقتهم..
كانوا يقولون عن كلماتي أنها قوية و ناعمة كالحرير.. فواعدت نفسي بأن أريح رأسي على وسادة أخفّ من ريش النعام.. و أسدل الستار للأبد على هوس الكتابة و طاحون الأفكار.
و ما كان بحسباني أن ما استودعته وسادتي كان حيوات.. حيوات.. منذ الأزل و إلى أبد الآبدين.
يتبع..