مجردُ قصيدة
و يحدثُ أن تُنهشَ القصيدةُ بمخلبٍ ثمّ ناب
و يُسمعُ في هسهسةِ أوراقِها و سقسقةِ عصافيرِها و رقرقةِ فراتِها.. صليلَ أفعوانِ الرغبةِ
وسوفَ يُقالُ القصيدةُ نائبُ فاعل
وواللهِ ما نابتْ مرّةً عن فعلٍ خسيسٍ في ضميرِ النوايا الخبيث
ولكنها سماويةُ التكوينِ.. قابلةٌ لإعادةِ التشكيلِ والتأويلِ.. مثل غيمة
أو كمرآة إذا ما تجلّى بها سواد البواطن .. رُميت بالحجارة ..ونُعتت بالقذارة
وسوف يُلبسون القصيدةَ ثوباً شفيفاً ليفضحَ ما توارى من عوراتهم.. التي كم تضخّمتْ عبرَ الزمانِ في واوِ جمع
وما برّأتْ نفسها من شفيفِ الخلاعةِ.. حين الجنونُ خلعَ جلبابَ عقلٍ مذ صار عقالاً لدابّة الشهوةِ يدورُ حيث تدور.
و سوف تُصفّدُ أيدي القصيدةِ وتحضر موجودة لقصر الخليفة
ولولا جرتْ مثلَ نهرٍ .. لم تُسق جاريةً ترقصُ عند الرشيدِ ثمّ تثابُ بحظوتها في أن تنامَ ليلةً في سريره.. ثم لا يفيقُ بعدها من منام .. فيما القصيدَزاد تواصل جريانها كشمسٍ نحو مستقر
وسوفَ.. وسوفَ .. تعاني الكسوفَ .. ويغرزُ في نورها نصلَ السيوفِ .. فتندلعُ نارها لتحرقَ يابسَ زرعٍ.. و يتبثقُ
من قلبِ سينِ تسويفها برعماً للنماء