يتحدثون في أزقة بلادي ..عن جنس ذائع الصيت ..طبعه طبع مميت..
عن جنس خطير..وصنف لم تحتوه يوماً أضابير الأحافير..
فلا هو من طائفة المشعوذين أو الزومبي ولا حتى المذؤبين ..ولا يمت بصلة إلى إنسان نياندرتال أو جاوه أو بكين..
تراه في كل الحالات .. في جماعات و زرافات .. وغالباً فرادى..
الدناءة تسيل من بين شدقيه ، والخبث ملء يديه..والحقد يصل إلى حقويه..
يبتسم في وداعة ، بينما يواري خلف قناع بسمته ، ناراً تلظى في حناياه، لو يزاح الستار عنها ، لعصفت بأدواح وأرواح المدى..
يلوح للرائي في مسوح الرهبان..ويخطر ذهاباً و جيئةً في أسمال النساك ، لكن فعاله فعال ألف فاجر أثيم أفاك..
يختلف إلى كل الأديرة والصوامع..ويرتع في كل المراتع..
وينهب مع الناهبين ..ويلهو مع اللاهين..
ما إن يخلع إهاباً،حتى يرتدي آخر.. ودهاؤه يتتلمذ في حضرته الثعلب الماكر..
طعناته في الظهر ، كوخزات ملايين الإبر ..و صدره أتون ضم أطناناً من الجمر المضطرم..
له في كل ميادين الباطل صولة ..وله بين خرائب الروح ألف جولة..
بارعٌ في برم المكائد والأحابيل، فما إن تُدبر مكيدة، حتى يفرغ لأخرى، وهو ما زال كما رَقَّشَ في ظَهْرِ الأَدِيمِ قَلَمْ..
يتقن اللعب على كل الدواليب..ويقفز على كل الحبال..
ويغمس حروفه في آنية حقده الزعاف ، ليمهرها بأشد مساحيق الوقيعة والإرجاف..
بينما أنفاسه وهمساته غدت خناجر مسمومة ، تكمن وراء حراشيف التملق كأفعى رقطاء ، قد اتخذت من أنسال الأكاذيب لها غطاء..
وإذ تنداح مزولة الزمن من تحتي .. فإني لا أخالني قد أجدت في وصفه ..ولا بلغت عشر المعشار من الحقيقة ..
لكنها رمشة قلب يتدثر بمشاعره الرقيقة..
قد أطرق مفكراً لدقيقة ..
وهو يهذي جاهداً ..ويقول مكابداً :
عن أولئك ..سالفي الذكر..دنيئ الأثر ..
...نتحدث..
نتحدث أيها السادة..
عن ضواد البشر!!