تشب النار بين الضلوع ، ويلتحف الشعور بعباءة من الجليد..
والنفس تألو على نفسها إلا الأفول ..
والعين تقتات على وجه وليد..
وتأبى القفول..
وتكمن وسط غيابة الوجود..
وترمق في مقت و جحود ...
ذاك النور المصبوب في قالب الآدمية ..
يخطف أحداقهم..ويلوح لهم كواسطة العقد بين جماهير دراري السماء..
يخلب ألبابهم ..ويطيش بصوابهم ..
وينجاب السجف عن قلوبهم ..
فإذا هي تغلي على مراجل الحقد الجهنمية..
وتتقد الغيرة في صدورهم .. ويجلجل هتافها بين جوانحهم
"اقتلوه ..اطرحوه أرضاً ..
ـ حسبكم أن تلقوه.
وقولوا لأبيكم أكله الذئب.. "
هم تركوه للذئاب ..ونسوا أنها تستتر منذ أمدٍ طويلٍ وراء معاطف جلودهم...
وغير بعيد عنهم ..
كان ذئب آخر يختال بين ظهراني قريش ، ويردد في عجرفة الحمقى ، وجهل الجهال:
"أطعموا فأطعمنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاكَّت الركب وكنا كفرسي رهان ..قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء؛ فمن أين نأتي بهذه؟ لا والله! لا نؤمن به ولا نصدقه أبداً. "
إيه ..أملى عليه طبعه أن يصعر الخد ، وفي غلوائه يشتد ..و أن يجاهر بالكبر ..و يتشبث بالكفر..
كما اقتضى منه أن يضع الرجل القبر..
والجمل القدر..
واهاً له ..ما خلا جسد منه !
ـ الحسد ؟
هو ذاك يرحمك الله !!
***